3- المقارنة بين معارف القرآن و التوراة:
أكبر مفاخر آدم و أعظم نقاط قوته التيجعلته زبدة الكون و مسجود الملائكة هي- كمايظهر من الآيات- تعليمه الأسماء و اطلاعهعلى حقائق الكون و أسراره.واضح أن آدم خلق لهذه العلوم، و أبناء آدم-إن أرادوا التكامل- عليهم أن يستزيدوا منهذه العلوم، و تكاملهم يتناسب مرادفا معمعلوماتهم عن أسرار الخليفة.نعم، القرآن يصرّح بأن عظمة آدم تكمن فيهذه النقطة. و لكن التوراة تذهب إلى أن سببخروج آدم من الجنّة و خطيئته الكبرى هواتجاهه نحو العلم و معرفة الصالح و الطالح!جاء في الفصل الثاني من«سفر التكوين» منالتوراة:
«و أخذ الرّبّ الإله آدم و وضعه في جنّةعدن ليعلمها و يحفظها. و أوصى الرّب الإلهآدم قائلا من جميع شجر الجنّة تأكل آكلا. وأمّا شجرة معرفة الخير و الشّرّ فلا تأكلمنها.لأنّك يوم تأكل منها موتا تموت». و جاء في الفصل الثالث من التوراة:
«و سمعا صوت الرّبّ الإله ماشيا في الجنّةعند هبوب ريح النّهار. فاختبأ آدم و امرأتهمن وجه الرّبّ الإله في وسط شجر الجنّة.فنادى الرّبّ الإله آدم و قال له أين أنت.فقال سمعت صوتك في الجنّة فخشيت لأنّيعريان فاختبأت. فقال من أعلمك أنّك عريان.هل أكلت من الشّجرة الّتي أوصيتك أن لاتأكل منها. فقال آدم: المرأة الّتي جعلتهامعي هي أعطتني من الشّجرة فأكلت ....1- لمزيد من التوضيح في هذا المجال، راجعالمجلد الرابع من هذا التّفسير، ذيلالآيات (19- 22) من سورة الأعراف، و المجلدالعاشر ذيل الآية (121) من سورة طه.