1- الإيمان بالغيب:
«الغيب و الشهود» نقطتان متقابلتان، عالمالشهود هو عالم المحسوسات، و عالم الغيبهو ما وراء الحس. لأنّ «الغيب» في الأصليعني ما بطن و خفي.و قيل عن عالم ما وراء المحسوسات «غيب»لخفائه عن حواسّنا. التقابل بين العالمينمذكور في آيات عديدة كقوله تعالى: عالِمُالْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ هُوَالرَّحْمنُ الرَّحِيمُ «1».الإيمان بالغيب هو بالضبط النقطة الفاصلةالاولى بين المؤمنين بالأديان السماوية،و بين منكري الخالق و الوحي و القيامة. و منهنا كان الإيمان بالغيب أول سمة ذكرتللمتّقين.المؤمنون خرقوا طوق العالم المادي، واجتازوا جدرانه، إنّهم بهذه الرؤيةالواسعة مرتبطون بعالم كبير لا متناه.بينما يصرّ معارضوهم على جعل الإنسان مثلسائر الحيوانات، محصورا في موقعه منالعالم المادي. و هذه الرؤية الماديةتقمّصت في عصرنا صفات العلمية و التقدميةو التطورية! لو قارنّا بين فهم الفريقين ورؤيتهما، لعرفنا أن: «المؤمنين بالغيب»يعتقدون أن عالم الوجود أكبر و أوسع بكثيرمن هذا العالم المحسوس، و خالق عالمالوجود1- الحشر، 22.