في هذه الآية يتغيّر لحن السّورة، إذ يبدأفيها دعاء العبد لربّه و التضرّع إليه.الآيات السابقة دارت حول حمد اللّه والثناء عليه، و الإقرار بالإيمان والاعتراف بيوم القيامة، و في هذه الآيةيستشعر الإنسان- بعد رسوخ أساس العقيدة ومعرفة اللّه في نفسه حضوره بين يدي اللّه... يخاطبه و يناجيه، يتحدث إليه أولا عنتعبّده، ثم يستمد العون منه وحده دون سواه:إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ إِيَّاكَنَسْتَعِينُ.بعبارة اخرى: عند ما تتعمق مفاهيم الآياتالسابقة في وجود الإنسان، و تتنّور روحهبنور ربّ العالمين، و يدرك رحمة اللّهالعامة و الخاصة، و مالكيته ليوم الجزاء،يكتمل الإنسان في جانبه العقائدي. و هذهالعقيدة التوحيدية العميقة، ذات عطاءيتمثّل أوّلا: في تربية الإنسان العبدالخالص للّه، المتحرر من العبودية للآلهةالخشبية و البشرية و الشهوية، و يتجلّىثانيا: في الاستمداد من ذات اللّه تبارك وتعالى.الآيات السابقة تحدثت في الحقيقة عنتوحيد الذات و الصفات، و هذه الآية