في مجال الاختبار الإلهي تطرح بحوثكثيرة، و أوّل ما يتبادر للذهن في هذاالمجال هو سبب هذا الاختبار. فنحن نختبرالأفراد لنفهم ما نجهله عنهم. فهل أن اللّهسبحانه و تعالى بحاجة إلى مثل هذاالاختبار لعباده، و هو العالم بكل الخفاياو الأسرار؟! و هل هناك شيء خفي عنه حتىيظهر له بهذا الامتحان؟! و الجواب أن مفهومالاختبار الإلهي يختلف عن الاختبارالبشري.اختباراتنا البشرية- هي كما ذكرت آنفا-تستهدف رفع الإبهام و الجهل، و الاختبارالإلهي قصده «التربية».في أكثر من عشرين موضعا تحدث القرآن عنالاختبار الإلهي، باعتباره سنّة كونية لاتنقض من أجل تفجير الطاقات الكامنة، ونقلها من القوّة إلى الفعل، و بالتاليفالاختبار الإلهي من أجل تربية العباد،فكما أن الفولاذ يتخلص من شوائبه عند صهرهفي الفرن، كذلك الإنسان يخلص و ينقى فيخضمّ الحوادث، و يصبح أكثر قدرة علىمواجهة الصعاب و التحديات.الاختبار الإلهي يشبه عمل زارع خبير،ينثر البذور الصالحة في الأرض الصالحة، كيتستفيد هذه البذور من مواهب الطبيعة وتبدأ بالنمو، ثمّ تصارع هذه البذرة كلالمشاكل و الصعاب بالتدريج، و تقاومالحوادث المختلفة كالرّياح العاتية والبرد الشديد و الحر اللافح، لتخرج بعدذلك نبتة مزهره أو شجرة مثمرة، تستطيع أنتواصل حياتها أمام الصعاب.و من أجل تصعيد معنويات القوات المسلحة،يؤخذ الجنود إلى مناورات و حرب اصطناعية،يعانون فيها من مشاكل العطش و الجوع و الحرو البرد و الظروف الصعبة و الحواجزالمنيعة.و هذا هو سرّ الاختبارات الإلهية.