كلمة (الربّ)، و إن كانت تعني في الأصلالمالك و الصاحب، تتضمّن معنى الصاحبالمتعهّد بالتربية.إمعان النظر في المسيرة التكامليةللموجودات الحيّة، و في التغييرات والتحولات التي تجري في عالم الجماد، و فيالظروف التي تتوفّر لتربية الموجودات، وفي تفاصيل هذه الحركات و العمليات، هوأفضل طريق لمعرفة اللّه.و التنسيق اللاإرادي بين أعضاء جسدنا هونموذج حيّ لذلك.لو واجهنا في حياتنا- مثلا- حادثة هامّةتتطلب منّا أن ننهض أمامها بقوة و حزم،فإنّ أوامر منسّقة تصدر خلال لحظة قصيرةإلى جميع أجزاء جسدنا بشكل لا إرادي. وبسرعة خاطفة يشتد ضربان قلبنا و تنفسنا، وتتجهز كل قوانا، و تتدفق المواد الغذائيةو الأوكسجين- المحمولة عن طريق الدم- إلىجميع الخلايا، و تتأهب الأعصاب و العضلاتللعمل و الحركة السريعة، و ترتفع قدرةتحمّل الإنسان للمتاعب و الآلام، و يغادرالنوم العيون، و يزول التعب من الأعضاء،