بعد البسملة، أول واجبات العباد أنيستحضروا دوما مبدأ عالم الوجود، و نعمهاللامتناهية، هذه النعم التي تحيطنا وتغمر وجودنا، و تهدينا إلى معرفة اللّه منجهة، و تدفعنا على طريق العبودية من جهةاخرى.و عند ما نقول أن النعم تشكّل دافعا ومحرّكا على طريق العبودية، لأنّ الإنسانمفطور على البحث عن صاحب النعمة حينماتصله النعمة، و مفطور على أن يشكر المنعمعلى أنعامه.من هنا فان علماء الكلام (علماء العقائد)يتطرقون في بحوثهم الأولية لهذا العلم إلى«وجوب شكر المنعم» باعتباره أمرا فطريا وعقليا دافعا إلى معرفة اللّه سبحانه.و إنما قلنا إن النعم تهدينا إلى معرفةاللّه، لأن أفضل طريق و أشمل سبيل لمعرفتهسبحانه، دراسة أسرار الخليقة، و خاصة مايرتبط بوجود النعم في حياة الإنسان.