2- الأزواج المطهّرة:
ممّا يلفت النظر في هذه الآية أن الوصفالوحيد الذي استعمله القرآن لمدح الأزواجفي جنّات النعيم هو أنّها «مطهرة». و هيإشارة إلى أول شرط في الزوجة هو «الطهر». وكل ما سواه من الشروط و الأوصاف ثانوي.روي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم أنه قال: «إيّاكم و خضراء الدّمن.قيل: يا رسول اللّه! و ما خضراء الدّمن؟قال: المرأة الحسناء في منبت السّوء» «1».3- النعم المادية و المعنوية في الجنّة:
ذكر القرآن الكريم أنواع النعم الماديةفي الجنة مثل: جنات تجري من تحتها الأنهار،و مساكن طيبة، و أزواج مطهرة، و ثمارمتنوعة، و خلّان متحابين. و لكنه ذكر إلىجانب هذه النعم المادية نعما أهم منها هيالنعم المعنوية التي لا نستطيع أن نفهمعظمتها بمقاييسنا، كقوله: وَعَدَ اللَّهُالْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِجَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَاالْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَ مَساكِنَطَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذلِكَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ «2».و في آية اخرى يقول سبحانه بعد ذكر النعمالمادية: رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ «3».لو بلغ الإنسان هذه المرتبة حيث يرضىاللّه عنه و يرضى عن اللّه لأحسّ بلذّة لاترقى إليها لذّة، و لهانت في نظر هذاالإنسان سائر اللذات، عندها يرتبط هذاالإنسان باللّه و لا يفكر بما سواه، و هيمرتبة يعجز القلم و اللسان عن وصف سموّها وأبعادها.بعبارة موجزة: كما أن للمعاد جانبا روحياجسميا، كذلك نعم الجنة ذات1- وسائل الشيعة، ج 14، ص 19.2- التوبة، 72.3- البيّنة، 8.