2- كتمان الحق في الأحاديث
حملت الأحاديث بشدّة أيضا على كاتميالحق،فروي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم قال: «من سئل عن علم يعلمه فكتم ألجميوم القيامة بلجام من نار»«1».و نعيد هنا القول أن ابتلاء الناس بمسألةو الحاجة الى بيانها يحل محل السّؤال. وبيان الحقائق في هذه الحالة واجب.وسئل الامام أمير المؤمنين عليه السّلام:«من شرّ خلق اللّه بعد إبليس و فرعون؟ قال:العلماء إذا فسدوا، هم المظهرونللأباطيل، الكاتمون للحقائق، و فيهم قالاللّه عزّ و جلّ: أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُاللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ«2»
3- معنى اللعن
اللعن في الأصل: الطرد و الإبعاد الممزوجبالغضب و الاستياء. فاللعن الإلهي إذنإبعاد الإنسان عن رحمة اللّه، و عن جميعالمواهب المغدقة على عباده.و ما قيل بشأن تقسيم اللعن إلى: لعن فيالآخرة، و هو العذاب و العقوبة، و لعن فيالدنيا و هو سلب التوفيق، إنما هو من قبيلبيان المصداق، لا حصر اللعن بهذينالقسمين.و كلمة (اللاعنون) لها معنى واسع لا يقتصرعلى الملائكة و المؤمنين، بل يشمل كلالموجودات التي تتحدث بلسان القال أوالحال. و في بعض الروايات نرى أن كلالموجودات تدعو لطلب العلمكقول المعصوم: «و إنّه يستغفر لطالب العلممن في السّماء و من في الأرض حتّى الحوت فيالبحر»«3»1- مجمع البيان، في تفسير الآية.2- الاحتجاج للطبرسي، نقلا عن نورالثقلين، ج 2، ص 139.3- أصول الكافي، ج 1، باب ثواب العالم والمتعلم.