امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 219
نمايش فراداده

(142) و ما بعدها، و في سورة طه الآية (36) و مابعدها.

و خلاصته، إن موسى عليه السّلام بعد نجاةبني إسرائيل من قبضة الفراعنة امر بالذهابإلى جبل الطور مدة ثلاثين ليلة لتسلمألواح التوراة، ثم مدّت هذه الليالي إلىأربعين ليلة من أجل اختبار قومه. و استغلالسامريّ الدّجال هذه الفرصة، فجمع ما كانلدى بني إسرائيل من ذهب الفراعنة ومجوهراتهم، و صنع منها عجلا له صوت خاص، ودعا بني إسرائيل لعبادته. فأتبعه أكثر بنيإسرائيل، و بقي هارون- أخو موسى و خليفته-مع أقلية من القوم على دين التوحيد، و حاولهؤلاء الموحّدون الوقوف بوجه هذاالانحراف فلم يفلحوا، و أوشك المنحرفون أنيقضوا على حياة هارون أيضا.

بعد أن عاد موسى من جبل الطور تألم كثيرالما رآه من قومه، و وبّخهم بشدّة فثاب بنوإسرائيل إلى رشدهم، و أدركوا خطأهم وطلبوا التوبة، فجاءهم أمر السماء بتوبةليس لها نظير، سنذكرها فيما يلي.

في الآية التالية يقول سبحانه: ثُمَّعَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ و بعد إشارة إلىما جاء بني إسرائيل من هداية تشريعية: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ.

كلمتا «الكتاب» و «الفرقان» قد تشيرانكلاهما إلى التوراة، و قد يكون المقصود من«الكتاب» التوراة و «الفرقان» ما قدمهموسى من معاجز بإذن اللّه، لأنّ الفرقانيعني في الأصل ما يفرّق بين الحق و الباطل.

ثم يشير القرآن إلى طريقة التوبةالمطروحة على بني إسرائيل: وَ إِذْ قالَمُوسى‏ لِقَوْمِهِ يا قَوْمِ إِنَّكُمْظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُالْعِجْلَ، فَتُوبُوا إِلى‏ بارِئِكُمْفَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذلِكُمْخَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ، فَتابَعَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُالرَّحِيمُ.