قِيلَ يا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّاوَ بَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَ عَلى أُمَمٍمِمَّنْ مَعَكَ «1».
و سليمان عليه السّلام يبدأ رسالته إلىملكة سبأ بالبسملة: إِنَّهُ مِنْسُلَيْمانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِالرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ... «2».
و انطلاقا من هذا المبدأ تبدأ كلّ سورالقرآن بالبسملة، كي يتحقّق هدفها الأصلالمتمثل بهداية البشرية نحو السعادة، ويحالفها التوفيق من البداية إلى ختامالمسيرة.
و تنفرد سورة التوبة بعدم بدئهابالبسملة، لأنّها تبدأ بإعلان الحرب علىمشركي مكة و ناكثي الأيمان، و إعلان الحربلا ينسجم مع وصف اللّه بالرحمن الرحيم.
باسم الخالق أو باسم الرزاق و ما شابههامن الصيغ. و السبب يعود إلى أنّ كلمة(اللّه)- كما سيأتي- جامعة لكلّ أسماء اللّهو صفاته. أمّا الأسماء الاخرى للّه فتشيرإلى قسم من كمالاته كالرحمة و الخالقية.
اتضح ممّا سبق أيضا أنّ قولنا: «باسماللّه» في بداية كلّ عمل يعني «الاستعانة»باللّه، و يعني أيضا «البدء» باسم اللّه. وهذان المعنيان يعودان إلى أصل واحد، و إنعمد بعض المفسّرين إلى التفكيك بينهما وتقدير كل واحد منهما في الكلام.
فالمعنيان متلازمان، أي: أبدأ باسم اللّهو أستعين بذاته المقدّسة.
و طبيعي أنّ البدء باسم اللّه الذي تفوققدرته كل قدرة، يبعث فينا القوة، و العزم،و الثقة، و الاندفاع، و الصمود و الأملأمام الصعاب و المشاكل، و الإخلاص والنزاهة في الحركة.
1- هود، 48. 2- النمل، 30.