أقل أو أكثر، فهي فترة عقاب إلهي هدفهاالتزكية و الإصلاح و البناء لأنّ مجازاةاللّه ليست لها جنبة انتقامية.
و لا بدّ أن يبقى بنو إسرائيل فترة أربعينعاما من «التيه» في الصحراء ليتربّى جيلجديد حامل لصفات توحيدية ثورية، و مؤهللإقامة الحكم الإلهي في الأرض المقدسة.
تعددت أقوال المفسرين في معنى هاتينالكلمتين، و لا حاجة إلى استعراضها جميعا،بل نكتفي بذكر معنا هما اللغوي، ثم نذكرتفسيرا واحدا لهما هو في اعتقادنا أوضحالتفاسير و أقربها إلى الفهم القرآني.
«المنّ» شيء كالطلّ فيه حلاوة يسقط علىالشجر «1» أو بعبارة اخرى هو عصارة شجر ذاتطعم حلو، و قيل طعم حلو ممزوج بالحموضة.
و «السّلوى» يعني التسلّي، و قال بعضاللغويين و جمع من المفسرين إنه «طائر».
و روي عن النّبي صلّى الله عليه وآلهوسلّم: «إن الكماة من المنّ».
و ذهب البعض إلى أن «المنّ» هو جميع ماأنعم اللّه تعالى على بني إسرائيل و منّعليهم. و «السّلوى» هي جميع المواهب والملكات النفسانية التي توجب لهم التسليةو الهدوء النفسي.
و هو مع مخالفته لرأي معظم المفسرين،يخالف ظاهر الآية حيث تقول:
كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ وفي هذا التعبير دلالة واضحة على أن المنّ
1- المفردات، للراغب الأصفهاني.