ربّهم، مع أن موسى قد قال لهم: إِنَّاللَّهَ يَأْمُرُكُمْ.
و قالوا له أيضا: ادْعُ لَنا رَبَّكَيُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ إِنَّ الْبَقَرَتَشابَهَ عَلَيْنا وَ إِنَّا إِنْ شاءَاللَّهُ لَمُهْتَدُونَ و يعنون بذلك أنّكلام موسى أدّى إلى ضلالهم في تشخيصالبقرة، ثمّ يخاطبوه في النهاية: الْآنَجِئْتَ بِالْحَقِّ.
هذه التعبيرات تدل على جهل هؤلاء القوم وتعنّتهم و غرورهم و لجاجهم.
و هذه القصة من جهة اخرى تعلّمنا أنناينبغي أن لا نتزمّت و لا نتشدّد في الأموركي لا يتشدّد اللّه معنا.
و لعل انتخاب البقرة للذبح يستهدف غسلأدمغة هؤلاء القوم من فكرة عبادة العجل.
يذكر المفسرون أنّ البقرة التي ذكرتالآيات مواصفاتها، كانت وحيدة لا تشاركهابقرة اخرى في ذلك، و لذلك اضطر القوم إلىشرائها بثمن باهظ.
و يقولون: إن هذه البقرة كانت ملكا لشابصالح على غاية البّر بوالده. هذا الرجلواتته سابقا فرصة صفقة مربحة، كان عليه أنيدفع فيها الثمن نقدا. و كانت النقود فيصندوق مغلق مفتاحه تحت و سادة والده. حينجاء الرجل ليأخذ المفتاح وجد والده نائما،فأبى إيقاظه و إزعاجه، ففضّل أن يتركالصفقة على أن يوقظ والده.
و قال بعض المفسرين: «كان البائع علىاستعداد لأن يبيع بضاعته بسبعين ألفانقدا، و لكن الرجل أبى أن يوقظ والده واقترح شراء تلك البضاعة بثمانين ألفا علىأن يدفع المبلغ بعد استيقاظ والده. و أخيرالم تتم صفقة المعاملة، و لذا أراد اللّهتعالى تعويضه على إيثاره هذا بمعاملة اخرىو فيرة الربح.