فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لاهُمْ يُنْصَرُونَ.
الخطيئة تستعمل غالبا في الذنوب التي لايرتكبها صاحبها عن عمد، لكنها وردت في هذهالآية بمعنى الذنوب الكبيرة «1»، أو بمعنىآثار الذنب في قلب الإنسان و روحه «2».
مفهوم إحاطة الخطيئة يعني انغماس الفردفي الذنب إلى درجة يصبح ذلك الفرد سجينذنبه.
بعبارة أوضح، الذنوب الكبيرة و الصغيرةتبدأ على شكل «فعل» ثم تتحول إلى «حالة» ومع الاستمرار و الإصرار تتحول إلى «ملكة».و عند اشتدادها تغمر وجود الإنسان و تصبحعين وجوده. عندئذ لا تجدي مع هذا الفردموعظة و لا يؤثر فيه توجيه و لا نصح، إذ أنهعمل عن اختيار على قلب ماهيته فمثلهم مثلدودة القز التي تلف حولها من نسيج الحريرحتى تمسي سجينة عملها.
الآية الكريمة تتحدث عن خلود مثل هؤلاءالأفراد في النار، و هذا يعني أن هؤلاءيغادرون الدنيا و هم مشركون. لأن الشرك هوالذنب الوحيد الذي لا يغفره اللّه سبحانه:إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَبِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْيَشاءُ «3».
نفهم من الآيات الكريمة أن روح التمييزالعنصري لدى اليهود، التي هي
1- التّفسير الكبير، الفخر الرازي، الآيةالمذكورة. 2- الميزان، الآية المذكورة. 3- النساء، 48.