امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 284
نمايش فراداده

على مرّ التاريخ- لمواصلة بقاء خط النّبوةعلى الأرض، و لإتمام الحجة على البشرية،قال سبحانه: ثُمَّ أَرْسَلْنا رُسُلَناتَتْرا كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُهاكَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنا بَعْضَهُمْبَعْضاً «1» هذا المفهوم عبّر عنه‏

أمير المؤمنين علي عليه السّلام بقوله:«فبعث فيهم رسله و واتر إليهم أنبياءه،ليستأدوهم ميثاق فطرته، و يذكّروهم منسيّنعمته، و يحتجّوا عليهم بالتّبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول» «2».

هدف بعثة الأنبياء على مرّ العصورالتاريخية إذن هو تذكير البشر بنعم اللّهسبحانه، و دعوتهم إلى الالتزام بميثاقالفطرة، و إحياء دعوات الأنبياء السابقين.

هنا يثار سؤال حول سبب ختم النّبوة بنبيّالإسلام صلّى الله عليه وآله وسلّم، وسنجيب عليه إن شاء اللّه في تفسير الآية 40من سورة الأحزاب.

2- ما هو روح القدس؟

للمفسرين آراء مختلفة في معنى روح القدس:

1- قالوا إنه جبرائيل، فيكون معنى الآيةعلى هذا إن اللّه أيّد عيسى بجبرائيل. وشاهدهم على ذلك قوله تعالى: قُلْنَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَبِالْحَقِّ «3» و وجه تسمية جبرائيل بروحالقدس، هو أن جبرائيل ملك، و الجانبالروحي في الملائكة أمر واضح، و إطلاقكلمة «الروح» عليهم متناسب مع طبيعتهم، وإضافة الروح إلى «القدس» إشارة إلى طهرهذا الملك و قداسته الفائقة.

2- و قيل إن «روح القدس» هو القوّة الغيبيةالتي أيّدت عيسى عليه السّلام، و بهذهالقوة الخفية الإلهية كان عيسى يحييالموتى.

1- المؤمنون، 44.

2- نهج البلاغة، الخطبة الاولى.

3- النحل، 102.