و منزّه منها.
زعم بعض المحققين أن «هاروت» و «ماروت»لفظان فارسيان قديمان.
و قال: إن كلمة «هوروت» تعني «الخصب»، و«موروت» تعني «عديم الموت» و اسما هاروت وماروت مأخوذان، من هذين اللفظين «1». و هذاالاتجاه في فهم معنى الاسمين لا يقوم علىدليل.
و في كتاب «أوستا» وردت ألفاظ مثل:«هرودات» و يعني «شهر خرداد»، و كذلك«أمردات» بمعنى عديم الموت، و هو نفسه اسم«شهر مرداد» «2».
و في معجم (دهخدا) تفسير للفظين شبيه بماسبق.
و العجيب أن البعض ذهب إلى أن هاروت وماروت من البشر و من سكنة بابل!، و قيل أيضاأنّهما من الشياطين!! و الآيات المذكورةترفض ذلك طبعا.
يبقى السّؤال عن الرابطة بين الملك والإنسان، و هل يمكن أن تكون بينهما رابطةتعليمية؟ الآيات المذكورة تصرح بأن هاروتو ماروت علّما النّاس السحر، و هذا تمّطبعا من أجل إحباط سحر السحرة في ذلكالمجتمع. فهل يمكن للملك أن يكون معلماللإنسان؟
الأحاديث الواردة بشأن الملكين تجيب علىهذا السّؤال، و تقول: إن اللّه بعثهما علىشكل البشر، و هذه الحقيقة يمكن فهمها منالآية التاسعة لسورة الأنعام أيضا، حيثيقول تعالى: وَ لَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاًلَجَعَلْناهُ رَجُلًا.
1- أعلام القرآن، ص 655. 2- نفس المصدر.