امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 338
نمايش فراداده

أي إن المسلمين و الموحدين ينبغي أنيكونوا على درجة من القوّة و المقاومةبحيث لا يستطيع الظلمة أن يمدوا أيديهمإلى هذه الأماكن المقدسة، و لا يستطيعونأن يدخلوها جهرة بدون خوف أو خشية.

و من المحتمل أيضا أن الآية تقول: إنالظلمة لن يستطيعوا أبدا أن ينجحوا فيالاستيلاء على هذه المراكز العبادية، بلإنهم سوف لا يستطيعون في المستقبل أنيدخلوا هذه المساجد إلّا و هم خائفونمذعورون، تماما كالمصير الذي لاقاه مشركومكة بشأن المسجد الحرام.

و الآية تبين بعد ذلك العقاب الذي ينتظرهؤلاء الظلمة ممن يريد أن يفصل بين اللّه وعباده: لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ.

بحثان‏

1- تخريب المساجد

مفهوم الآية المذكورة واسع- دون شك- غيرمحدود بزمان أو مكان معينين.

إنها مثل سائر الآيات التي نزلت في ظروفخاصة لكن حكمها ثابت على مرّ العصور والدهور. فكل الذين يسعون بنوع من الأنواعفي تخريب المساجد مشمولون بهذا الخزي والعذاب العظيم.

من الضروري أن نؤكد أن منع الذكر في مساجداللّه و السعي في خرابها، لا يقتصر على هدمبنائها، بل إن كل عمل يؤدي إلى القضاء علىدور المسجد في المجتمع مشمول بهذه الآية.

و سوف نرى في الآية إِنَّما يَعْمُرُمَساجِدَ اللَّهِ ... «1» أن المقصود منالعمران- استنادا إلى الأحاديث و الرواياتالصريحة- ليس هو تشييد البناء فحسب، بل‏

1- التوبة، 18.