امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 339
نمايش فراداده

الحضور فيها و احياؤها بالذكر، هو نوع منالعمران، بل أهم أنواع العمران.

و في النقطة المقابلة- إذن- يكون كل عمليبعد النّاس عن المساجد، و يبعد المساجدعن دورها ظلما كبيرا.

و من المؤسف أن عصرنا يشهد ظهور مجموعةجاهلة متعصبة متعنتة بعيدة عن المنطق،تطلق على نفسها اسم الوهابيّة تسعى فيتخريب المساجد بحجة إحياء التوحيد!! هؤلاءعمدوا إلى تخريب المساجد المبنيّة علىقبور الأئمة و الصالحين، و التي كانتمركزا للذكر و الدعاء و الارتباط باللّه وبخط الصالحين من آل اللّه.

و من الغريب أنهم يمارسون هذه الأعمال تحتعنوان مكافحة الشرك مرتكبين بذلك أفظعالكبائر.

و لو افترضنا حدوث ما يخالف الشرع في بعضهذه الأماكن الدينية من قبل الجهلة، فيجبالوقوف بوجه مثل هذه الأعمال، لا أن تتجهالجهود إلى تخريب هذه القواعد التوحيدية،فهذا عمل يشبه عمل المشركين الجاهليين.

2- أكبر الظّلم‏

و مسألة اخرى تلفت النظر في هذه الآية، هيوصفها مثل هؤلاء الأفراد بأنهم أظلمالنّاس. و هم كذلك، لأن تعطيل المساجد وتخريبها و منع ذكر اللّه فيها، يؤدي إلىابتعاد النّاس عن الدين، و بالتالي إلىعواقب سيئة و مأساة اجتماعية عظيمة.

و صفة «الأظلم» ذكرها القرآن الكريم فيمواضع اخرى للحكاية عن كبائر اخرى، لكن كلهذه الذنوب تعود إلى أصل واحد هو صدّالنّاس عن طريق التوحيد.

و سيأتي شرح ذلك أكثر في المجلد الرابع منهذا التّفسير عند الحديث عن الآية 21 منسورة الأنعام.