هذه الامتحانات و المواقف العظيمة، وكانت آخر مرحلة من مراحل مسيرتهالتكاملية.
من ذهب إلى أن الإمامة هي «أن يكون الفردلائقا و نموذجيا» فقط، ما فهم أن هذه الصفةكانت موجودة في إبراهيم عليه السّلام منذبداية النّبوة.
و من قال إنّ المقصود من الإمامة «أن يكونالفرد قدوة»، فاته أن هذه صفة جميعالأنبياء منذ ابتدائهم بدعوة النّبوة، ولذلك وجب أن يكون النّبي معصوما لأنأعماله قدوة للآخرين.
من هنا، فمنزلة الإمامة أسمى ممّا ذكر، بلأسمى من النّبوة و الرسالة، و هي المنزلةالتي نالها إبراهيم من قبل اللّه بعد أناجتاز الامتحان تلو الامتحان.
المقصود من «الظلم» في التعبير القرآني:لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ لايقتصر على ظلم الآخرين، بل الظلم (مقابلالعدل)، و قد استعمل هنا بالمعنى الواسعللكلمة، و يقع في النقطة المقابلة للعدل: وهو وضع الشيء في محله.
فالظلم إذن وضع الشخص أو العمل أو الشيءفي غير مكانه المناسب.
و لما كانت منزلة الإمامة و القيادةالظاهرية و الباطنية للبشرية منزلة ذاتمسئوليات جسيمة هائلة عظيمة، فإن لحظة منالذنب و المعصية خلال العمر تسبب سلبلياقة هذه المنزلة عن الشخص.
لذلك نرى أئمة آل البيت عليهم السّلاميثبتون بهذه الآية تعيّن الخلافة بعدالنّبي مباشرة لعلي عليه السّلام وانحصارها به، مشيرين إلى أن الآخرين عبدواالأصنام في الجاهلية، و عليّ عليه السّلاموحده لم يسجد لصنم. و أيّ ظلم أكبر من عبادةالأصنام؟! ألم يقل لقمان