الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (3)
معنى (الرّحمن) و (الرّحيم) و اتساعمفهومهما و الفرق بينهما، شرحناه في تفسيرالبسملة، و لا حاجة إلى التكرار. و مانضيفه هنا هو أن هاتين الصفتين تتكرران فيالبسملة و الحمد، «و الملتزمون» بذكرالبسملة في السّورة بعد الحمد يكررونهاتين الصفتين فى صلواتهم اليوميةالواجبة ثلاثين مرّة. و بذلك يصفون اللّهبرحمته ستين مرّة يوميا.
و هذا في الواقع درس لكل جماعة بشريةسائرة على طريق اللّه، و تواقة للتخلقبأخلاق اللّه. إنه درس يبعد البشرية عن تلكالحالات التي شهدها تاريخ الرق في ظلالقياصرة و الأكاسرة و الفراعنة.
القرآن يركز على علاقة الرحمة و الرأفةبين ربّ العباد و العباد، حيث يقول:
قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُواعَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْرَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُالذُّنُوبَ جَمِيعاً «1».
هذه العلاقة نستحضرها مرات يوميا إذ نقول:الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، لنربّي أنفسناتربية صحيحة في علاقتنا باللّه، و فيعلاقتنا بأبناء جنسنا.
1- الزمر، 53.