امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 419
نمايش فراداده

الآيتان [سورة البقرة (2): الآيات 151 الى 152]

كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاًمِنْكُمْ يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَ يُعَلِّمُكُمُالْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُواتَعْلَمُونَ (151) فَاذْكُرُونِيأَذْكُرْكُمْ وَ اشْكُرُوا لِي وَ لاتَكْفُرُونِ (152)

التّفسير

مهمّة رسول اللّه:

ذكرت الفقرة الأخيرة من الآية السابقة أنأحد أسباب تغيير القبلة هو إتمام النعمةعلى النّاس و هدايتهم، و الآية أعلاهابتدأت بكلمة «كما» إشارة إلى أن تغييرالقبلة ليس هو النعمة الوحيدة التي أنعمهااللّه عليكم، بل منّ عليكم بنعم كثيرةكَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولًامِنْكُمْ.

و كلمة «منكم» قد تعني أن الرّسول بشرمثلكم، و الإنسان وحده هو القادر على أنيكون مربّي البشر و قدوتهم و أن يتحسسآمالهم و آلامهم، و تلك نعمة كبرى أن يكونالرّسول بشرا «منكم».

و قد يكون المعنى أنه من بني قومكم ووطنكم، فالعرب الجاهليون قوم متعصبونعنصريون، و ما كان بالإمكان أن يخضعوالنبي من غير قومهم، كما قال سبحانه فيالآيتين: (198 و 199) من سورة الشعراء: وَ لَوْنَزَّلْناهُ عَلى‏ بَعْضِ‏