تتحدّث عن توحيد العبادة و توحيد الأفعال.
توحيد العبادة: يعني الاعتراف بأن اللّهسبحانه هو وحده اللائق بالعبادة و الطاعةو الخضوع، و بالتشريع دون سواه، كما يعنيتجنب أيّ نوع من العبودية و التسليم، لغيرذاته المقدسة.
و توحيد الأفعال: هو الإيمان بأن اللّه هوالمؤثّر الحقيقي في العالم (لا مؤثّر فيالوجود إلّا اللّه). و هذا لا يعني إنكارعالم الأسباب، و تجاهل المسببات، بل يعنيالإيمان بأن تأثير الأسباب، إنّما كانبأمر اللّه، فاللّه سبحانه هو الذي يمنحالنار خاصية الإحراق، و الشمس خاصيةالإنارة، و الماء خاصية الإحياء.
ثمرة هذا الاعتقاد أن الإنسان يصبحمعتمدا على (اللّه) دون سواه، و يرى أناللّه هو القادر العظيم فقط، و يرى ما سواهشبحا لا حول له و لا قوّة، و هو وحده سبحانهاللائق بالاتكال و الاعتماد عليه في كلالأمور.
هذا التفكير يحرر الإنسان من الانشدادبأي موجود من الموجودات، و يربطه باللّهوحده. و حتى لو تحرك هذا الإنسان في دائرةاستنطاق عالم الأسباب، فإنما يتحرّك بأمراللّه تعالى، ليرى فيها تجلّي قدرة اللّه،و هو «مسبّب الأسباب».
هذا المعتقد يسمو بروح الإنسان و يوسّعآفاق فكره، ليرتبط بالأبدية و اللانهاية،و يحرر الكائن البشري من الأطر الضيقةالهابطة.
تقدم المفعول على الفاعل يفيد الحصر- كمايذكر أصحاب اللغة- و تقدم «إيّاك» على«نعبد» يدلّ على الحصر، أي أننا نعبدك دونسواك، و نتيجة هذا