حملت الأحاديث بشدّة أيضا على كاتميالحق،
فروي عن رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم قال: «من سئل عن علم يعلمه فكتم ألجميوم القيامة بلجام من نار»
«1».
و نعيد هنا القول أن ابتلاء الناس بمسألةو الحاجة الى بيانها يحل محل السّؤال. وبيان الحقائق في هذه الحالة واجب.
و سئل الامام أمير المؤمنين عليه السّلام:
«من شرّ خلق اللّه بعد إبليس و فرعون؟ قال:العلماء إذا فسدوا، هم المظهرونللأباطيل، الكاتمون للحقائق، و فيهم قالاللّه عزّ و جلّ: أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُاللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ«2»
اللعن في الأصل: الطرد و الإبعاد الممزوجبالغضب و الاستياء. فاللعن الإلهي إذنإبعاد الإنسان عن رحمة اللّه، و عن جميعالمواهب المغدقة على عباده.
و ما قيل بشأن تقسيم اللعن إلى: لعن فيالآخرة، و هو العذاب و العقوبة، و لعن فيالدنيا و هو سلب التوفيق، إنما هو من قبيلبيان المصداق، لا حصر اللعن بهذينالقسمين.
و كلمة (اللاعنون) لها معنى واسع لا يقتصرعلى الملائكة و المؤمنين، بل يشمل كلالموجودات التي تتحدث بلسان القال أوالحال. و في بعض الروايات نرى أن كلالموجودات تدعو لطلب العلم
كقول المعصوم: «و إنّه يستغفر لطالب العلممن في السّماء و من في الأرض حتّى الحوت فيالبحر»
«3»
1- مجمع البيان، في تفسير الآية. 2- الاحتجاج للطبرسي، نقلا عن نورالثقلين، ج 2، ص 139. 3- أصول الكافي، ج 1، باب ثواب العالم والمتعلم.