الأخيرة من حياتهم: خالِدِينَ فِيها لايُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَ لا هُمْيُنْظَرُونَ.
و لما كان التوحيد ينهي كل هذه المصائب،فالآية الثالثة تطرح هذا الأصل و تقول: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ.
ثم تؤكد هذا الأصل و تقول: لا إِلهَ إِلَّاهُوَ.
بعد ذلك تصف الآية اللّه بأنه الرَّحْمنُالرَّحِيمُ لتقول إن اللّه الذي تشملرحمته العامة كل الموجودات، و رحمتهالخاصة المؤمنين، هو اللائق بالعبودية لاالموجودات المحتاجة.
، أن الذين ماتوا على كفرهم لا نجاة لهم، وهذا أمر طبيعي، لأن سعادة الحياة الآخرة وشقاءها نتيجة مباشرة لما ادّخره الإنسانمن أعمال في هذه الحياة. و من أحرق جناحيهفي الحياة الدنيا بنار الكفر و الانحرافلا يستطيع طبعا أن يحلّق في الآخرة، و لابدّ من سقوطه في درك الجحيم. و واضح أيضا أنهذا الفرد سيبقى على وضعه هذا في عالمالآخرة، لأن ذلك العالم ليس عالم الحصولعلى وسيلة.
هذا يشبه إنسانا فقد عينيه بسبب جنوحه واتباعه الشهوات و الأهواء عالما عامدا،فلا بدّ له أن يعيش أعمى طول حياته.
و بديهي أن هذا مصير الكافرين الذين سلكواطريق الكفر عن علم و عمد.
(و سنوضح مسألة الخلود أكثر في تفسيرالآيتين 107 و 108 من سورة هود، في المجلدالسابع من هذا التّفسير).
قد نرى أحيانا موجودات منفردة في صفة منصفاتها، لكن هذه الموجودات