امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 464
نمايش فراداده

. واضح أن المعبودين هنا ليسوا الأصنامالحجرية أو الخشبية، بل الطغاة الجبابرةالذين استعبدوا النّاس، فقدم لهمالمشركون فروض الولاء و الطاعة، واستسلموا لهم دون قيد أو شرط.

هؤلاء الغافلون المغفّلون حين يروا ماحلّ بهم يمنّون أنفسهم: وَ قالَ الَّذِينَاتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنا كَرَّةًفَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَما تَبَرَّؤُامِنَّا لكنها أمنية لا تتحقق، و عبرت آيةاخرى عن مثل هذا التمني على لسان كافر يقوللمعبوده المزيف: حَتَّى إِذا جاءَنا قالَيا لَيْتَ بَيْنِي وَ بَيْنَكَ بُعْدَالْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ«1».

ثم تقول الآية: كَذلِكَ يُرِيهِمُاللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍعَلَيْهِمْ، وَ ما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَالنَّارِ.

ليس لهم إلّا أن يتحسّروا، يتحسّرون علىأموالهم التي كنزوها و استفاد منها غيرهم... و على فرصة الهداية و النجاة التي هيئتلهم فلم يستثمروها ... و على عبادتهم لآلهةزائفة بدل عبادة اللّه الواحد الأحد.

لكنّها حسرة غير نافعة ... فاليوم الجزاءعلى ما جنته يد الإنسان من أخطاء، و ليسيوم تلافي الأخطاء.

1- الزخرف، 38.