امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
تقول الآية: وَ مِنَ النَّاسِ مَنْيَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً«1».و لم يتخذ المشركون هؤلاء الأندادللعبادة فحسب، بل يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّاللَّهِ.وَ الَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّالِلَّهِ، لأنهم أصحاب عقل و إدراك، يفهمونأن اللّه سبحانه مصدر كل الكمالات، و هووحده اللائق بالحبّ، و لا يحبون شيئا آخرإلّا من أجله. و قد غمر الحبّ الإلهي قلبهمحتى أصبحوا يرددون مع أمير المؤمنين عليّعليه السّلام:«فهبني صبرت على عذابك، فكيف أصبر علىفراقك»؟!«2».الحبّ الحقيقي يتجه دائما نحو نوع منالكمال، فالإنسان لا يحبّ العدم و النقص،بل يسعى دوما وراء الوجود و الكمال، و لذلككان الأكمل في الوجود و الكمال أحق بالحبّ.الآية أعلاه تؤكد أن حبّ المؤمنين للّهأشدّ من حبّ الكافرين لمعبوداتهم.و لم لا يكون كذلك؟! فلا يستوي من يحبّ عنعقل و بصيرة، و من يحبّ عن جهل و خرافة وتخيّل.حبّ المؤمنين ثابت عميق لا يتزلزل، و حبّالمشركين سطحي تافه لا بقاء له و لااستمرار.لذلك تقول الآية: وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَظَلَمُوا، إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ،أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذابِ لرأواسوء فعلهم و سوء عاقبتهم «3».في هذه اللحظات تزول حجب الجهل و الغرور والغفلة من أمام أعينهم، و حين يرون أنفسهمدون ملجأ أو ملاذ، يتجهون إلى قادتهم ومعبوديهم، ولات حين ملاذ بغير اللّه إِذْتَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَالَّذِينَ اتَّبَعُوا، وَ رَأَوُاالْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُالْأَسْبابُ