امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 471
نمايش فراداده

الآيتان [سورة البقرة (2): الآيات 170 الى 171]

وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ماأَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا أَ وَلَوْ كانَ آباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَشَيْئاً وَ لا يَهْتَدُونَ (170) وَ مَثَلُالَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِييَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُ إِلاَّ دُعاءًوَ نِداءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لايَعْقِلُونَ (171)

التّفسير

التّقليد الأعمى‏

تشير الآية إلى منطق المشركين الواهي فيتحريم ما أحلّ اللّه، أو عبادة الأوثان وتقول: وَ إِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا ماأَنْزَلَ اللَّهُ قالُوا بَلْ نَتَّبِعُما أَلْفَيْنا عَلَيْهِ آباءَنا.

و يدين القرآن هذا المنطق الخرافي،القائم على أساس التقليد الأعمى لعاداتالآباء و الأجداد، فيقول: أَ وَ لَوْ كانَآباؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَ لايَهْتَدُونَ.

أي إن اتباع الآباء صحيح لو أنهم كانواعلى طريق العقل و الهداية. أمّا إذا كانوالا يعقلون و لا يهتدون، فما اتباعهم إلّاتركيز للجهل و الضلال.

الإنسان الجاهلي لا يستند إلى قاعدةايمانية يحسّ معها بوجوده و بشخصيته وبأصالته، لذلك يستند إلى مفاخر الآباء وعاداتهم و تقاليدهم، ليصطنع له شخصية