امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
كاذبة و أصالة موهومة. و هذه عادةالجاهليين قديما و حديثا في تعصبهم القوميو خاصة في ما يتعلق باسلافهم.الإسلام أدان المنطق الرجعي القائم علىتقديس ما عليه الآباء و الأجداد، لأنهينفي العقل الإنساني. و يرفض تطوّرالتجارب البشرية، و يصادر الموضوعية فيمعالجة قضايا السلف.هذا المنطق الجاهلي يسود اليوم- و معالأسف- في بقاع مختلفة من عالمنا، و يظهرهنا و هناك بشكل «صنم» يوحي بعادات وتقاليد خرافية مطروحة باسم «آثار الآباء»و مؤامرة باسم الحفاظ على المآثر القوميّةو الوطنية، مشكّلا بذلك أهم عامل لانتقالالخرافات من جيل إلى جيل آخر.لا مانع طبعا من تحليل عادات الآباء وتقاليدهم، فما انسجم منها مع العقل والمنطق حفظ، و ما كان وهما و خرافة لفظ.المقدار المنسجم مع العقل و المنطق منالعادات و الثقاليد يستحق الحفظ و الصيانةباعتباره تراثا قوميا. أمّا الاستسلامالتام الأعمى لتلك العادات و التقاليدفليس إلّا الرجعية و الحماقة.جدير بالذكر أن الآية أعلاه تتحدث عن آباءهؤلاء المشركين و تقول عنهم إنهم لايعلمون، و لا يهتدون. و هذا يعني إمكانالاقتداء باثنين. بمن كان يملك الفكر والعقل و العلم، و من كان قد اهتدىبالعلماء.أما أسلاف هؤلاء فلم يكونوا يعلمون، و لميكونوا قد اهتدوا بمن يعلم و هذا اللون منالتقليد الأعمى هو السبب في تخلف البشريةلأنه تقليد الجاهل للجاهل.الآية التالية تبين سبب تعصّب هؤلاء وإعراضهم عن الانصياع لقول الحق تقول: وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِالَّذِي يَنْعِقُ بِما لا يَسْمَعُإِلَّا دُعاءً وَ نِداءً. تقول الآية:إن مثلك في دعوة هؤلاء المشركين إلىالايمان و نبذ الخرافات و التقليد الأعمىكمن يصيح بقطيع الغنم (لإنقاذهم من الخطر)و لكن الأغنام لا تدرك منه سوى أصوات غيرمفهومة.