أجل فهؤلاء الكفار و المشركين كالحيواناتو الانعام التي لا تسمع من راعيها الذييريد لها الخير سوى أصوات مبهمة.
ثم تضيف الآية لمزيد من التأكيد و التوضيحأن هؤلاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لايَعْقِلُونَ «1».
و لذلك يتمسكون بالتقاليد الخاطئةلآبائهم، و يعرضون عن كل دعوة بنّاءة.
و قيل في تفسير الآية أيضا إن معناها: مثلالذين يدعون أصنامهم و آلهتهم الكاذبةكالذي يدعو البهائم، لا الحيوانات تفهمالنداء و لا تلك الأصنام، لأن هذه الأصنامصمّاء بكماء عمياء لا تعقل.
أكثر المفسرين على التّفسير الأوّلللآية، و الروايات الإسلامية تؤيده و نحنعلى ذلك أيضا.
يحتاج الإنسان في ارتباطه بالخارج دون شكإلى سبل، تسمّى سبل المعرفة. أهم هذه السبلالعين و الأذن للرؤية و السماع، و اللسانللسؤال.
لذلك، بعد أن تصف الآية هؤلاء بأنهم صمبكم عمي، تستنتج باستعمال فاء التفريع وتقول: فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ.
من هنا يقرر القرآن أن أساس العلوم العينو الأذن و اللسان، العين و الأذن للفهمالمباشر، و اللسان لإقامة الارتباطبالآخرين و كسب علومهم.
1- وفقا لهذا التّفسير فان المعنى بحاجةإلى تقدير، ففي الأصل: مثل الداعي للذينكفروا إلى الايمان ... و على هذا تكون جملة«صم بكم عمي فهم لا يعقلون» و صفية لهؤلاءالأشخاص الذين فقدوا جميع آليات الإدراكعمليا. لا أنهم فقدوا العين و الاذن واللسان و لكن بما أنهم لم ينتفعوا بهابالوجه الصحيح، فكأنما قد فقدوها.