امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 49
نمايش فراداده

الآية [سورة الفاتحة (1): آية 6]

اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)

التّفسير

السير على الصراط المستقيم‏

بعد أن يقرّ الإنسان بالتسليم لربّالعالمين، و يرتفع إلى مستوى العبوديةللّه و الاستعانة به تعالى، يتقدّم هذاالعبد بأول طلب من بارئه، و هو الهداية إلىالطريق المستقيم، طريق الطّهر و الخير،طريق العدل و الإحسان، طريق الإيمان والعمل الصالح، ليهبه اللّه نعمة الهدايةكما وهبه جميع النعم الاخرى.

الإنسان في هذه المرحلة مؤمن طبعا و عارفبربّه، لكنه معرّض دوما بسبب العواملالمضادة إلى سلب هذه النعمة و الانحراف عنالصراط المستقيم. من هنا كان عليه لزاما أنيكرر عشر مرات في اليوم على الأقل طلبه مناللّه أن يقيه العثرات و الانحرافات.

أضف إلى ما تقدم أن الصراط المستقيم هودين اللّه، و له مراتب و درجات لا يستوي فيطيّها جميع النّاس، و مهما سما الإنسان فيمراتبه، فثمّة مراتب اخرى أبعد و أرقى، والإنسان المؤمن توّاق دوما إلى السيرالحثيث على هذا السلّم الارتقائي، و عليهأن يستمد العون من اللّه في ذلك.