امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
ثمة سؤال يتبادر إلى الأذهان عن سبب طلبنامن اللّه الهداية إلى الصراط المستقيم،ترى هل نحن ضالون كي نحتاج إلى هذهالهداية؟ و كيف يصدر مثل هذا الأمر عنالمعصومين و هم نموذج الإنسان الكامل؟! وفي الجواب نقول:أوّلا: الإنسان معرض في كل لحظة إلى خطرالتعثر و الانحراف عن مسير الهداية- كماأشرنا إلى ذلك- و لهذا كان على الإنسانتفويض أمره إلى اللّه، و الاستمداد منه فيتثبيت قدمه على الصراط المستقيم.ينبغي أن نتذكر دائما أن نعمة الوجود وجميع المواهب الإلهية، تصلنا من المبدأالعظيم تعالى لحظة بلحظة. و ذكرنا من قبلأننا و جميع الموجودات (بلحاظ معين) مثلمصابيح كهربائية، النور المستمر في هذهالمصابيح يعود إلى وصول الطاقة إليها منالمولد الكهربائي باستمرار. فهذا المولّدينتج كل لحظة طاقة جديدة و يرسلها عن طريقالأسلاك إلى المصابيح لتتحول إلى نور.وجودنا يشبه نور هذه المصابيح. هذاالوجود، و إن بدا ممتدا مستمرا، هو فيالحقيقة وجود متجدّد يصلنا باستمرار منمصدر الوجود الخالق الفيّاض.هذا التجدّد المستمر في الوجود، يتطلبباستمرار هداية جديدة، فلو حدث خلل فيالأسلاك المعنوية التي تربطنا باللّه،كالظلم و الإثم و ... فإن ارتباطنا بمنبعالهداية سوف ينقطع، و تزيغ أقدامنا فوراعن الصراط المستقيم.نحن نتضرّع إلى اللّه في صلواتنا أن لايعتري ارتباطنا به مثل هذا الخلل، و أننبقى ثابتين على الصراط المستقيم.ثانيا: الهداية هي السير على طريقالتكامل، حيث يقطع فيه الإنسان تدريجيامراحل النقصان ليصل إلى المراحل العليا. وطريق التكامل- كما هو معلوم- غير محدود، وهو مستمر الى اللانهاية.ممّا تقدّم نفهم سبب تضرّع حتى الأنبياء والأئمة عليهم السّلام للّه تعالى أنيهديهم