امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 486
نمايش فراداده

فهؤلاء خاسرون من ناحيتين: من ناحية تركهمالهداية و اختيار الضلالة، و من ناحيةحرمانهم من رحمة اللّه و استحقاقهم بدلذلك العقاب الإلهي، و هذه مبادلة لا يقدمعليها إنسان عاقل.

لذلك تتحدث الآية عن هؤلاء بلغة التعجب وتقول: فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ؟!آخر آية في بحثنا تقول إن ذلك التهديد والوعيد بالعذاب لكاتمي الحق، يعود إلى أناللّه أنزل القرآن بالدلائل الواضحة، حتىلم تبق شبهة لأحد: ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَنَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ.

مع ذلك فإن زمرة محرفة تعمد إلى كتمانالحقائق صيانة لمصالحها، و تثير الاختلاففي الكتاب السماوي لتتصيد في الماء العكر.

مثل هؤلاء الذين يثيرون الاختلاف فيالكتاب السماوي بعيدون عن الحقيقة: وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيالْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ.

كلمة «شقاق» تعني في الأصل الشق والانفصال، و لعل المراد به أن الإيمان والتقوى و نشر الحقائق رمز وحدة المجتمعالإنساني، أما الخيانة و كتمان الحقائقفعامل التفرقة و التبعثر و الإنشقاق لاالإنشقاق السطحي الذي يمكن التغافل عنه بلالبعيد و العميق.