امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
المنزلة التي نالها أنبياء اللّه فيالدنيا، و سيلتذون بما التذ به الأنبياءمن تكليم إلهي ... و أية لذة أعظم من هذهاللذة؟! أضف إلى ذلك إن اللّه ينظر إليهمبعين لطفه، و يطهرهم بماء عفوه و رحمته، وأية نعمة أعظم من هذه النعمة؟! بديهي أنتكليم اللّه عباده لا يعني أن اللّه له جسمو لسان، بل إنه بقدرته الواسعة يخلق فيالفضاء أمواجا صوتية خاصة قابلة للسمع والإدراك، (كما كلّم اللّه موسى عند جبلالطور)، أو أنه يتكلم مع خاصة عباده بلسانالقلب عن طريق الإلهام.على أية حال، هذا اللطف الإلهي الكبير، وهذه اللذة المعنوية المنقطعة النظير،للعباد المخلصين الذين ينطقون بالحق ويعرّفون النّاس بالحقائق، و يلتزمونبعهودهم و مواثيقهم، و لا يضحون برسالتهممن أجل مصالحهم المادية.و قد يسأل سائل عن تكليم اللّه المجرمينيوم القيامة، استنادا الى ما ورد فيالآيات كقوله تعالى: قالَ اخْسَؤُا فِيهاوَ لا تُكَلِّمُونِ «1». و هذا جواب مناللّه لأولئك الذين يطلبون الخروج منالنار. و مثل هذا الحوار نجده في الآيتين 30و 31 من سورة الجاثية.و الجواب: أن المقصود من التكليم في آياتبحثنا، هو تكليم عن لطف و حبّ و احترام، لاعن تحقير و طرد و عقوبة فذلك من أشدّالجزاء.من الواضح أن عبارة يَشْتَرُونَ بِهِثَمَناً قَلِيلًا لا تعني السماح بأنيشتروا به ثمنا باهظا، فالمقصود أن الثمنالمادّي مهما زاد فهو تافه لا قيمة له أمامكتمان الحقّ، حتى و لو كان الثمن الدنيا وما فيها.الآية التالية تحدد وضع هذه المجموعة وتبين نتيجة صفقتها الخاسرة و تقول:أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاالضَّلالَةَ بِالْهُدى وَ الْعَذابَبِالْمَغْفِرَةِ.