امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 489
نمايش فراداده

ثم تذكر الآية الإنفاق بعد الإيمان، وتقول: وَ آتَى الْمالَ عَلى‏ حُبِّهِذَوِي الْقُرْبى‏ وَ الْيَتامى‏ وَالْمَساكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَ فِي الرِّقابِ.

إنفاق المال ليس بالعمل اليسير علىالجميع، خاصة إذا بلغ الإنفاق درجةالإيثار، لأن حبّ المال موجود بدرجاتمتفاوتة في كل القلوب. و عبارة عَلى‏حُبِّهِ إشارة إلى هذه الحقيقة. هؤلاءيندفعون للإنفاق رغم هذا الحبّ للمال منأجل رضا اللّه سبحانه.

الآية عددت ستة أصناف من المحتاجين إلىالمال:

ذكرت بالدرجة الاولى ذوي القربى، ثماليتامى و المساكين، ثم أولئك الذيناعترتهم الحاجة مؤقتا كابن السبيل و هوالمسافر المحتاج، ثم تذكر الآية بعد ذلكالسائلين إشارة إلى أنّ المحتاجين ليسواجميعا أهل سؤال. فقد يكونون متعففين لاتبدو على سيمائهم الحاجة. لكنهم في الواقعمحتاجون، و عن هؤلاء قال القرآن في موضعآخر: يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُ أَغْنِياءَمِنَ التَّعَفُّفِ «1».

ثم تشير الاية إلى الرقيق الذين يتعطشونإلى الحرية و الاستقلال بالرغم من عدماحتياجهم المادي و تأمين نفقتهم على عهدةمالكيهم.

و الأصل الثالث من أصول البرّ: إقامةالصلاة: وَ أَقامَ الصَّلاةَ. و الصلاة إنأدّاها الفرد بشروطها و حدودها، و بإخلاصو خضوع، تصده عن كل ذنب و تدفعه نحو كلسعادة و خير.

و الأصل الرابع: أداء الزكاة و الحقوقالمالية الواجبة: وَ آتَى الزَّكاةَ.

فالآية سبق أن ذكرت الإنفاق المستحب، وهنا تذكر الإنفاق الواجب. بعض النّاس يكثرمن المستحبات في الإنفاق و يتساهل فيالواجب، و بعضهم يلتزم‏

1- البقرة، 273.