امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
نحو الشرق و اليهود نحو الغرب، و قرراللّه الكعبة قبلة للمسلمين، و كانت فياتجاه الجنوب وسطا بين الاتجاهين.و مرّ بنا الحديث عن الضّجة التي أثيرتبين اعداء الإسلام و المسلمين الجدد بشأنتغيير القبلة.الآية أعلاه تخاطب هؤلاء و تقول: لَيْسَالْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْقِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ.«البر» في الأصل التوسّع، ثم أطلق علىأنواع الإحسان، لأن الإنسان بالإحسانيخرج من إطار ذاته ليتسع و يصل عطاؤه إلىالآخرين.و «البرّ» بفتح الباء، فاعل البرّ، و هيفي الأصل الصحراء و المكان الفسيح، وأطلقت على المحسن بنفس اللحاظ السابق.ثمّ يبين القرآن أهم أصول البرّ و الإحسانو هي ستة، فيقول: وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْآمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِوَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ.هذا هو الأساس الأوّل: الإيمان بالمبدأ، والمعاد، و الملائكة المأمورين من قبلاللّه، و المنهج الإلهي، و النبيّينالدعاة إلى هذا المنهج. و الإيمان بهذهالأمور يضيء وجود الإنسان، و يخلق فيهالدافع القوي للحركة على طريق البناء والأعمال الصالحة.جدير بالذكر أن الآية تقول: وَ لكِنَّالْبِرَّ مَنْ ... و لم تقل و لكن البرّ بفتحالباء، أو البار بصيغة اسم الفاعل. أي أنالآية استعملت المصدر بدل الوصف، و هذايفيد بيان أعلى درجات التأكيد في اللغةالعربية. فحين يقول أحد: علي عليه السّلامهو العدل في عالم الإنسانية. فهو يقصد أنهعادل للغاية و أن العدالة قد ملأت وجودهبحيث أن من يراه فكأنما لا يرى سوى العدالةمتجسدة. و حين يقول: بني أمية ذلّ الإسلام،فيعني أن كل وجودهم ذلّ للإسلام.