إنه أقرب ممّا تتصورون، أقرب منكم إليكم،بل وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْحَبْلِ الْوَرِيدِ «1».
ثم تقول الآية: أُجِيبُ دَعْوَةَالدَّاعِ إِذا دَعانِ.
إذن فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي، وَلْيُؤْمِنُوا بِي، لَعَلَّهُمْيَرْشُدُونَ.
و يلفت النظر في الآية، أن اللّه سبحانهأشار إلى ذاته المقدسة سبع مرات، و أشارإلى عباده سبعا! مجسدا بذلك غاية لطفه وقربه و ارتباطه بعباده.
روى عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادقعليه السّلام قال: «الدّعاء يردّ القضاءبعد ما أبرم إبراما فأكثر من الدّعاءفإنّه مفتاح كلّ رحمة و نجاح كلّ حاجة و لاينال ما عند اللّه عزّ و جلّ إلّا بالدّعاءو إنّه ليس باب يكثر قرعه إلّا يوشك أنيفتح لصاحبه» «2».
نعم، إنه قريب منّا، و كيف يبتعد و هوسبحانه يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ «3».
أولئك الجاهلون بحقيقة الدعاء و آثارهالتربويّة و النفسية، يطلقون أنواعالتشكيك بشأن الدعاء.
يقولون: الدعاء عامل مخدّر، لأنه يصرفالنّاس عن الفعّالية و النشاط و عن تطويرالحياة، و يدفعهم بدلا من ذلك إلى التوسّلبعوامل غيبية.
و يقولون: إن الدعاء تدخّل في شؤون اللّه،و اللّه يفعل ما يريد، و فعله منسجم معمصالحنا، فما الداعي إلى الطلب منه والتضرّع إليه؟!
1- ق، 16. 2- أصول الكافي، ج 2، كتاب الدعاء (باب إنالدعاء يرد البلاء)، الحديث 7. 3- الأنفال، 24.