امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 520
نمايش فراداده

إنه أقرب ممّا تتصورون، أقرب منكم إليكم،بل وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْحَبْلِ الْوَرِيدِ «1».

ثم تقول الآية: أُجِيبُ دَعْوَةَالدَّاعِ إِذا دَعانِ.

إذن فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي، وَلْيُؤْمِنُوا بِي، لَعَلَّهُمْيَرْشُدُونَ.

و يلفت النظر في الآية، أن اللّه سبحانهأشار إلى ذاته المقدسة سبع مرات، و أشارإلى عباده سبعا! مجسدا بذلك غاية لطفه وقربه و ارتباطه بعباده.

روى عبد اللّه بن سنان عن الإمام الصادقعليه السّلام قال: «الدّعاء يردّ القضاءبعد ما أبرم إبراما فأكثر من الدّعاءفإنّه مفتاح كلّ رحمة و نجاح كلّ حاجة و لاينال ما عند اللّه عزّ و جلّ إلّا بالدّعاءو إنّه ليس باب يكثر قرعه إلّا يوشك أنيفتح لصاحبه» «2».

نعم، إنه قريب منّا، و كيف يبتعد و هوسبحانه يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ «3».

بحوث‏

1- فلسفة الدعاء

أولئك الجاهلون بحقيقة الدعاء و آثارهالتربويّة و النفسية، يطلقون أنواعالتشكيك بشأن الدعاء.

يقولون: الدعاء عامل مخدّر، لأنه يصرفالنّاس عن الفعّالية و النشاط و عن تطويرالحياة، و يدفعهم بدلا من ذلك إلى التوسّلبعوامل غيبية.

و يقولون: إن الدعاء تدخّل في شؤون اللّه،و اللّه يفعل ما يريد، و فعله منسجم معمصالحنا، فما الداعي إلى الطلب منه والتضرّع إليه؟!

1- ق، 16.

2- أصول الكافي، ج 2، كتاب الدعاء (باب إنالدعاء يرد البلاء)، الحديث 7.

3- الأنفال، 24.