امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
و يقولون أيضا: إنّ الدعاء يتعارض مع حالةالإنسان الراضي بقضاء اللّه المستسلملإرادته سبحانه! هؤلاء- كما ذكرنا- يطلقونهذا التشكيك لجهلهم بالآثار التربوية والنفسية و الاجتماعية للدعاء، فالإنسانبحاجة أحيانا إلى الملجأ الذي يلوذ به فيالشدائد، و الدعاء يضيء نور الأمل في نفسالإنسان.من يبتعد عن الدعاء يواجه صدمات عنيفةنفسية و اجتماعية. و على حد تعبير أحدعلماء النفس المعروفين:«ابتعاد الامّة عن الدعاء يعني سقوط تلكالامّة! المجتمع الذي قمع في نفسه روحالحاجة إلى الدعاء سوف لا يبقى مصونا عادةمن الفساد و الزوال.و من نافلة القول أنه من العبث الاكتفاءبالدعاء لدى الصباح و قضاء بقية اليومكالوحش الكاسر، لا بدّ من مواصلة الدعاء،و من اليقظة المستمرة، كي لا يزول أثرهالعميق من نفس الإنسان». «1»و أولئك الذين يصفون الدعاء بأنه تخديريلم يفهموا معنى الدعاء، لأن الدعاء لايعني ترك العلل و الوسائل الطبيعية واللجوء بدلها إلى الدعاء، بل المقصود أننبذل نهاية جهدنا للاستفادة من كل الوسائلالموجودة، بعد ذلك إن انسدت أمامنا الطرق،و أعيتنا الوسيلة، نلجأ إلى الدعاء، وبهذا اللجوء إلى اللّه يحيى في أنفسنا روحالأمل و الحركة، و نستمد من عون المبدأالكبير سبحانه.الدعاء إذن لا يحل محل العوامل الطبيعية.«الدعاء- إضافة إلى قدرته في بث الطمأنينةفي النفس- يؤدي إلى نوع من النشاط الدماغيفي الإنسان، و إلى نوع من الإنشراح والانبساط الباطني و أحيانا إلى تصعيد روحالبطولة و الشجاعة فيه. الدعاء يتجلىبخصائص مشخصة فريدة