طابع الوجوب. في الآية التي نبحث فيها وردذكر أحد شروط الاعتكاف و هو حظر النكاحليلا و نهارا، و هذه الإشارة جاءتلارتباطها بمسألة الصوم.
الفجر في الأصل شقّ الشيء شقا واسعا، وسمّي الصبح فجرا لأنه فجر الليل.
و عبّرت الآية عن الفجر أيضا بأسلوبحَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُالْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ.و من الظريف
أن «عدي بن حاتم» قال للنبي: إني وضعتخيطين من شعر أبيض و أسود فكنت أنظر فيهمافلا يتبين لي، فضحك رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم حتى رؤيت نواجذه ثم قال:«يا ابن حاتم إنّما ذلك بياض النّهار وسواد اللّيل فابتداء الصّوم من هذا الوقت»«1».
و هذا التعبير يوضّح أيضا الفرق بين الصبحالصادق و الصبح الكاذب: لأنّ الفجر فجران:الفجر الكاذب و هو على شكل عمود من الضوءيظهر في السماء كذنب السرحان (الثعلب)، وبعده يظهر الفجر الصادق و هو بياض شفّافأفقي يظهر في أفق السماء كخيط أبيض يظهرإلى جوار الخيط الأسود. و هذا هو الصبحالصادق و به يتعلق حكم الصوم و الصلاة. و لايشبه الفجر الكاذب.
4- التقوى، هي الأوّل و الآخر: في أوّل آيةترتبط بأحكام الصوم ورد ذكر التقوى علىأنها الهدف النهائي للصوم، و في آخر آيةأيضا وردت عبارة لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَو هذا يؤكد أن كل مناهج الإسلام وسيلةلتربية الروح و التقوى و الفضيلة والإرادة و الإحساس بالمسؤولية.
و آخر دعوانا أن الحمد للّه ربّالعالمين
1- مجمع البيان، في تفسير الآية.