بحوث
1- الحدود الإلهية:
بعد أن ذكرت الآية الكريمة بعض أحكامالصوم و الاعتكاف، عبّرت عن هذه الأحكامبالحدود الإلهية، و هي الحدود بين الحلالو الحرام ... بين الممنوع و المباح. و منالملفت للنظر أن الآية لم تقل لا تتجاوزواهذه الحدود، بل قالت:
فَلا تَقْرَبُوها، لأن الاقتراب منهايؤدي إلى إثارة الوساوس، و قد يؤدي أحياناإلى تجاوز هذه الحدود.
لذلك نهى الإسلام عن الولوج في مناطق تؤديإلى انزلاق الإنسان في المحرمات، كالنهيمثلا عن الاشتراك في مجالس شرب الخمر حتىمع عدم التلوث بالخمرة، أو النهي عنالاختلاء بالمرأة الأجنبية.
هذا النهي ورد في النصوص الإسلامية تحتعنوان «حماية الحمى».
ورد عن رسول اللّه صلّى الله عليه وآلهوسلّم قال: «إنّ حمى اللّه محارمه، فمنيرتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه»
«1».
من هنا فالمتقون لا يجنّبون أنفسهمالوقوع في المحرمات فحسب، بل يسعون إلىعدم الاقتراب من حافّة الحرام.
2- الاعتكاف:
العكوف و الاعتكاف أصله اللزوم، يقال:عكفت بالمكان، أي أقمت به ملازما له، و هوفي الشرع اللبث في المساجد للعبادة، وأقلّه ثلاثة أيّام يصوم خلالها المعتكف ويكفّ عن بعض المباحات.
هذه العبادة لها الأثر العميق على تصفيةالروح و القرب من اللّه، و ذكرت كتب الفقهآدابها و شروطها، هذه العبادة مستحبة، وقد تتخذ أحيانا في ظروف استثنائية
1- تفسير الصافي، فى تفسير الآية المذكورة.