امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 1 -صفحه : 534/ 55
نمايش فراداده

بحثان‏

1- من هم الَّذِينَ أَنْعَمْتَعَلَيْهِمْ؟

الذين أنعم اللّه عليهم، تبيّنهم الآيةالكريمة من سورة النساء إذ يقول: وَ مَنْيُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَمَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُعَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَرَفِيقاً «1».

و الآية- كما هو واضح- تقسم الذين أنعماللّه عليهم على أربع مجاميع:

الأنبياء، و الصديقين، و الشهداء، والصالحين.

لعل ذكر هذه المجاميع الأربع، إشارة إلىالمراحل الأربع لبناء المجتمع الإنسانيالسالم المتطوّر المؤمن.

المرحلة الاولى: مرحلة نهوض الأنبياءبدعوتهم الإلهية.

المرحلة الثانية: مرحلة نشاط الصديقين،الذين تنسجم أقوالهم مع أفعالهم، لنشرالدعوة.

المرحلة الثالثة: مرحلة الكفاح بوجهالعناصر المضادة الخبيثة في المجتمع.

و في هذه المرحلة يقدم الشهداء دمهملإرواء شجرة التوحيد.

المرحلة الرابعة: هي مرحلة ظهور«الصالحين» في مجتمع طاهر ينعم بالقيم والمثل الانسانية باعتباره نتيجة للمساعيو الجهود المبذولة.

نحن- إذن- في سورة الحمد نطلب من اللّه-صباحا و مساء- أن يجعلنا في خط هذهالمجاميع الأربع: خط الأنبياء، و خطالصديقين، و خط الشهداء، و خط الصالحين. ومن الواضح أنّ علينا أن ننهض في كل مرحلةزمنيّة بمسؤوليتنا و نؤدّي رسالتنا.

1- النساء، 69.