بحثان
الذين أنعم اللّه عليهم، تبيّنهم الآيةالكريمة من سورة النساء إذ يقول: وَ مَنْيُطِعِ اللَّهَ وَ الرَّسُولَ فَأُولئِكَمَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُعَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَ حَسُنَ أُولئِكَرَفِيقاً «1».
و الآية- كما هو واضح- تقسم الذين أنعماللّه عليهم على أربع مجاميع:
الأنبياء، و الصديقين، و الشهداء، والصالحين.
لعل ذكر هذه المجاميع الأربع، إشارة إلىالمراحل الأربع لبناء المجتمع الإنسانيالسالم المتطوّر المؤمن.
المرحلة الاولى: مرحلة نهوض الأنبياءبدعوتهم الإلهية.
المرحلة الثانية: مرحلة نشاط الصديقين،الذين تنسجم أقوالهم مع أفعالهم، لنشرالدعوة.
المرحلة الثالثة: مرحلة الكفاح بوجهالعناصر المضادة الخبيثة في المجتمع.
و في هذه المرحلة يقدم الشهداء دمهملإرواء شجرة التوحيد.
المرحلة الرابعة: هي مرحلة ظهور«الصالحين» في مجتمع طاهر ينعم بالقيم والمثل الانسانية باعتباره نتيجة للمساعيو الجهود المبذولة.
نحن- إذن- في سورة الحمد نطلب من اللّه-صباحا و مساء- أن يجعلنا في خط هذهالمجاميع الأربع: خط الأنبياء، و خطالصديقين، و خط الشهداء، و خط الصالحين. ومن الواضح أنّ علينا أن ننهض في كل مرحلةزمنيّة بمسؤوليتنا و نؤدّي رسالتنا.
1- النساء، 69.