حقائق القرآن، ازدادت وضوحا بتطور العلومو بانكشاف أسرار الكائنات. و كلما ازدادالعلم تكاملا ازدادت آيات القرآن جلاء وسطوعا.
و سنوضح هذه الحقيقة أكثر بإذن اللّه فيمواضع اخرى من هذا التّفسير.
نعلم أن كلمة (ذلك) إشارة إلى البعيد فيلغة العرب، و قرب القرآن من أيدي النّاسيقتضي أن تكون الإشارة للقريب.
السبب في استعمال اسم الإشارة للبعيديعود إلى بيان سموّ القرآن و رفعته، حتىكأنه- في عظمته- يحتل نقطة الذروة في هذاالوجود. و مثل هذا الاستعمال شائع في سائراللغات أيضا حين يراد الإشارة إلى شخص ذيمنزلة كبيرة مثلا.
في بعض مواضع القرآن وردت أيضا كلمة (تلك)،و هي اسم إشارة للبعيد أيضا، مثل: تِلْكَآياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ «1». و السببفيه ما ذكرنا.
«الكتاب» يعني المكتوب و المخطوط، و لا شكأن المراد منه في الآية كتاب اللّه الكريم.
و هنا يثار سؤال حول سبب استعمال كلمةالكتاب للقرآن و هو آنئذ لم يكتب كلّه.
و في الجواب نقول: استعمال هذه الكلمة لايستلزم أن يكون القرآن كله
1- لقمان، 2.