عَذابٌ عَظِيمٌ.
أجهزة استقبال الحقائق معطوبة عند هؤلاء... العين التي يرى المتقون فيها آياتاللّه، و الاذن التي يسمعون بها نداءالحق، و القلب الذي يدركون به الحقائق،كلها قد تعطّلت و توقفت عن العمل لدىالكافرين. هؤلاء لهم عيون و آذان و عقول،لكنهم يفتقدون قدرة «الرؤية» و «الإدراك»و «السمع». لأن انغماسهم في الانحراف وعنادهم و لجاجهم، كلها عناصر تشكل حجاباأمام أجهزة المعرفة.
الإنسان قابل للهداية طبعا- إن لم يصل إلىهذه المرحلة- مهما بلغ به الضلال أمّاحينما يبلغ في درجة يفقد معها حسّ التشخيص«فلات حين نجاة» لأنه افتقد أدوات الوعي والفهم، و من الطبيعي أن يكون في انتظارهعذاب عظيم.
أول سؤال يطرح في هذا المجال يدور حولمسألة الجبر، التي قد تتبادر إلى الأذهانمن قوله تعالى: خَتَمَ اللَّهُ عَلىقُلُوبِهِمْ وَ عَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ ... فهذاالختم يفيد بقاء هؤلاء في الكفر إجبارا،دون أن يكون لهم اختيار في الخروج منحالتهم هذه. أليس هذا بجبر؟ و إذا كان جبرافلما ذا العقاب؟
القرآن الكريم يجيب على هذه التساؤلات ويقول: إن هذا الختم و هذا الحجاب هما نتيجةإصرار هؤلاء و لجاجهم و تعنتهم أمام الحق،و استمرارهم في الظلم و الطغيان و الكفر.يقول تعالى: بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهابِكُفْرِهِمْ «1» و يقول:
1- النساء، 155.