و بلغ وضع المرأة من الانحطاط بحيث إنصاحبها كان يستفيد منها للارتزاق أحيانا،فيعرضها للإيجار.
ما كان يعانيه هؤلاء من فقر حضاري و فقرمادّي جعل منهم قساة لا يتورّعون عنارتكاب جريمة «الوأد» بحقّ الأنثى.
مع ظهور الإسلام و انتشار تعاليمهالسامية، دخلت حياة المرأة مرحلة جديدةبعيدة كلّ البعد عمّا سبقها. في هذهالمرحلة أصبحت المرأة مستقلّة و متمتّعةبكلّ حقوقها الفردية و الاجتماعية والإنسانية.
تقوم تعاليم الإسلام بشأن المرأة علىأساس الآيات التي ندرسها في هذا المبحثحيث يقول تعالى: وَ لَهُنَّ مِثْلُالَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ،فالمرأة بموجب هذه الآية تتمتّع بحقوقتعادل ما عليها من واجبات ثقيلة فيالمجتمع.
الإسلام اعتبر الرجل كالمرأة كائنا ذاروح إنسانيّة كاملة، و ذا إرادة و إختيار،و يطوي طريقه على طريق تكامله الذي هو هدفالخلقة، و لذلك خاطب الرجل و المرأة معا فيبيان واحد حين قال: يا أَيُّهَا النَّاسُ... و يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.
وضع لهما منهجا تربويا و أخلاقيا و علمياو وعدهما معا بالسعادة الأبدية الكاملة فيالآخرة، كما جاء في قوله تعالى: وَ مَنْعَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثىوَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَالْجَنَّةَ «1».
و أكّد أنّ الجنسين قادران على انتهاجطريق الإسلام للوصول إلى الكمال المعنويّو الماديّ و لبلوغ الحياة الطيّبة المفعمةبالطمأنينة، نظير ما جاء في قوله
1- غافر: 40.