امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 153
نمايش فراداده

و بلغ وضع المرأة من الانحطاط بحيث إنصاحبها كان يستفيد منها للارتزاق أحيانا،فيعرضها للإيجار.

ما كان يعانيه هؤلاء من فقر حضاري و فقرمادّي جعل منهم قساة لا يتورّعون عنارتكاب جريمة «الوأد» بحقّ الأنثى.

5- المرحلة الجديدة في حياة المرأة

مع ظهور الإسلام و انتشار تعاليمهالسامية، دخلت حياة المرأة مرحلة جديدةبعيدة كلّ البعد عمّا سبقها. في هذهالمرحلة أصبحت المرأة مستقلّة و متمتّعةبكلّ حقوقها الفردية و الاجتماعية والإنسانية.

تقوم تعاليم الإسلام بشأن المرأة علىأساس الآيات التي ندرسها في هذا المبحثحيث يقول تعالى: وَ لَهُنَّ مِثْلُالَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ،فالمرأة بموجب هذه الآية تتمتّع بحقوقتعادل ما عليها من واجبات ثقيلة فيالمجتمع.

الإسلام اعتبر الرجل كالمرأة كائنا ذاروح إنسانيّة كاملة، و ذا إرادة و إختيار،و يطوي طريقه على طريق تكامله الذي هو هدفالخلقة، و لذلك خاطب الرجل و المرأة معا فيبيان واحد حين قال: يا أَيُّهَا النَّاسُ... و يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.

وضع لهما منهجا تربويا و أخلاقيا و علمياو وعدهما معا بالسعادة الأبدية الكاملة فيالآخرة، كما جاء في قوله تعالى: وَ مَنْعَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى‏وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَالْجَنَّةَ «1».

و أكّد أنّ الجنسين قادران على انتهاجطريق الإسلام للوصول إلى الكمال المعنويّو الماديّ و لبلوغ الحياة الطيّبة المفعمةبالطمأنينة، نظير ما جاء في قوله‏

1- غافر: 40.