امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 282
نمايش فراداده

الخليل ابن أحمد الأديب المعروف أنّإبراهيم عليه السّلام كان يمشي عند ماجاءت إليه الطيور، أي أنّ (سعيا) حال منإبراهيم لا من الطيور «1»، و لكن بالرغم منكلّ ذلك فالقرائن تشير إلى أنّ (سعيا)كناية عن الطيران السريع.

بحوث‏

1- الحادثة الخارقة للعادة

لا شكّ في أنّ هذه الحادثة التي حدثتللطيور كانت أمرا خارقا للعادة تماما كمافي وقوع البعث يوم القيامة، و نعلم أنّاللّه تعالى حاكم على قوانين الطبيعة وليس محكوما لها، فعلى هذا لا يكون منالعسير حدوث مثل هذه القضايا بأمره، و كماأشرنا سابقا إلى أنّ إصرار بعض المفسّرينالمثقفين على الأعراض عن التفسير المشهور.و القول بأنّ المراد هو تدجين و تأهيل هذهالطيور حتّى تستأنس به ثمّ يدعوها إليهفتستجيب، ضعيف جدّا و كلام لا يستند علىأساس منطقي و لا يتناسب مع مسألة المعاد ولا مع قصّة إبراهيم عليه السّلام و رؤيتهللجيفة على ساحل البحر ثمّ طلبه رؤية مشهدالبعث و المعاد.

و الجدير بالذكر أنّ (الفخر الرازي) قالبأنّ جميع المفسّرين اتّفقوا على ما ذكرمن التفسير المشهور إلّا أبو مسلم حيثأنكر ذلك «2».

2- أربع طيور مختلفة

لا شكّ أنّ الطيور الأربعة كانت من أربعةأنواع مختلفة، و إلّا فإنّ هدف‏

1- البحر المحيط: ج 2 ص 300 ذيل الآيةالمبحوثة.

2- تفسير الكبير: ج 7 ص 41.