امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 326
نمايش فراداده

صرّح بعض المفسّرين: «لقد كان هذا الوصفالموحي ينطبق على جماعة من المهاجرين،تركوا وراءهم أموالهم و أهليهم و أقاموافي المدينة و وقفوا أنفسهم على الجهاد فيسبيل اللّه، و حراسة رسول اللّه صلّى اللهعليه وآله وسلّم كأهل الصفة الذين كانوابالمسجد حرسا لبيوت الرسول صلّى الله عليهوآله وسلّم لا يخلص إليها من دونهم عدو ...»«1»

التّفسير

خير مواضع الإنفاق

يبيّن اللّه في هذه الآية أفضل مواضعالإنفاق، و هي التي تتّصف بالصفاتالتالية:

1- لِلْفُقَراءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوافِي سَبِيلِ اللَّهِ أي الذين شغلتهمالأعمال الهامّة كالجهاد و محاربة العدو،و تعليم فنون الحرب، و تحصيل العلومالأخرى، عن العمل في سبيل الحصول على لقمةالعيش كأصحاب الصفّة الذين كانوا خيرمصداق لهذا الوصف «2».

ثمّ للتأكيد تضيف الآية: لايَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ أيالذين لا يقدرون على الترحال لكسب العيشبالسفر إلى القرى و المدن الاخرى حيثتتوفر نعم اللّه تعالى. و عليه فإنّالقادرين على كسب معيشتهم يجب أن يتحمّلواعناء السفر في سبيل ذلك و أن لا يستفيدوامن ثمار أتعاب الآخرين إلّا إذا كانوامنشغلين بعمل أهمّ من كسب العيش كالجهادفي سبيل اللّه.

2- الذين يَحْسَبُهُمُ الْجاهِلُأَغْنِياءَ مِنَ التَّعَفُّفِ هؤلاءالذين لا يعرف الآخرون شيئا عن بواطنأمورهم، و لكنهم- لما فيهم من عفّة النفس والكرامة-

1- في ظلال القرآن: ذيل الآية المبحوثة.

2- «حصر» بمعنى الحبس و المنع و التضييق وجاءت هنا بمعنى جميع الأمور التي تمنعالإنسان من تأمين معاشه.