امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 351
نمايش فراداده

15- و يجب على الشهود إذا دعوا إلى الشهادةأن يحضروا من غير تأخير و لا عذر كما قال:وَ لا يَأْبَ الشُّهَداءُ إِذا ما دُعُوا.

و هذا من أهم الأحكام الإسلامية و لا يقومالقسط و العدل إلّا به.

16- تجب كتابة الدين سواء أ كان الدين صغيراأو كبيرا، لأنّ الإسلام يريد أن لا يقع أيّنزاع في الشؤون التجارية، حتّى في العقودالصغيرة التي قد تجرّ إلى مشاكل كبيرة وَلا تَسْئَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراًأَوْ كَبِيراً إِلى‏ أَجَلِهِ «1» و السأمهو الملل من أمر لكثرة لبثه.

و تشير الآية هنا إلى فلسفة هذه الأحكام،فتقول إنّ الدقّة في تنظيم العقود والمستندات تضمن من جهة تحقيق العدالة، كماأنّها تطمئن الشهود من جهة أخرى عند أداءالشهادة، و تحول من جهة ثالثة دون ظهور سوءالظنّ بين أفراد المجتمع ذلِكُمْأَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَ أَقْوَمُلِلشَّهادَةِ وَ أَدْنى‏ أَلَّاتَرْتابُوا.

17- إذا كان التعاقد نقدا فلا ضرورةللكتابة إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجارَةًحاضِرَةً تُدِيرُونَها بَيْنَكُمْفَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَلَّاتَكْتُبُوها.

«التجارة الحاضرة» تعني التعامل النقدي،و «تديرونها» تعني الجارية في التداوللتوضيح معنى التجارة الحاضرة. و تعبيرفَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ يعني: ليسهناك ما يمنع من كتابة العقود النقديةأيضا، و هو خير، لأنّه يزيل كلّ خطأ أواعتراض محتملين فيما بعد.

18- في المعاملات النقدية و إن لم تحتج إلىكتابة عقد، لا بدّ من شهود:

وَ أَشْهِدُوا إِذا تَبايَعْتُمْ.

1- تقديم «الصغير» على «الكبير» من أجل أنالناس عادة يهملون المعاملات الصغيرة أولا يلتزمون بكتابتها و هذا يؤدي إلىالتنازع أو أنه يحتمل أن الناس يظنون أنكتابة المعاملات الصغيرة دليل على البخل،و لذلك تعرض القرآن لنفيه.