امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 383
نمايش فراداده

الآيتان [سورة آل‏عمران (3): الآيات 5 الى 6]

إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفى‏ عَلَيْهِشَيْ‏ءٌ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِيالسَّماءِ (5) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْفِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَإِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (6)

التّفسير

علم اللّه و قدرته المطلقة

هاتان الآيتان تكمّلان الآيات السابقةالتي قرأنا فيها أنّ اللّه تعالى حيّ وقيّوم و هو مدبّر الكون بأجمعه و سيعاقبالكافرين المعاندين (حتّى لو لم يظهرواكفرهم و عنادهم) و من البديهي أنّ هذهالإحاطة و القدرة لتدبير العالم بحاجة إلىعلم غير محدود و قدرة مطلقة، و لهذا أشارتالآية الأولى إلى علم اللّه تعالى، و فيالآية الثانية إلى قدرته المطلقة.

في البداية تقول الآية الشريفة إِنَّاللَّهَ لا يَخْفى‏ عَلَيْهِ شَيْ‏ءٌفِي الْأَرْضِ وَ لا فِي السَّماءِ.

فكيف يمكن أن يختفي عن أنظاره شي‏ء منالأشياء في حين أنّه حاضر و ناظر في كلّمكان، فلا يخلو منه مكان، و بما أنّ وجودهغير محدود، فلا يخلو منه‏