الطواف أيضا، و في اليوم الحادي عشر والثاني عشر يرمي في منى الجمرات الثلاثةواحدة بعد الاخرى بسبعة أحجار صغيرة، ويبقى في ليلة الحادي عشر و الثاني عشر فيأرض منى، و بهذا الترتيب تكون مناسك الحجّإحياء لذكرى تاريخيّة و عبارة عن كنايات وإشارات لمسائل تتعلّق بتهذيب النفس و لهاأغراض اجتماعيّة كثيرة، و سوف نستعرض كلّواحدة منها في الآيات المناسبة له.
إنّ ظاهر الآية محل البحث هو أنّ وظيفةالأشخاص البعيدين عن مكّة هي حجّ التمتّع(الحجّ الّذي يبتدأ بالعمرة و بعدالانتهاء منها يخرج من الإحرام ثمّ يجدّدالإحرام للحجّ و يأتي بمناسك الحجّ) و ليسلدينا دليل إطلاقا على نسخ هذه الآية، بلإنّ الروايات الكثيرة في كتب الشيعة و أهلالسنّة وردت في هذا الصدد، و من جملةالمحدّثين المعروفين من أهل السنّة(السنائي في كتاب السنن) و (أحمد في كتابالمسند) و (ابن ماجة في كتابه السنن) و(البيهقي في السنن الكبرى) و (الترمذي فيصحيحه) و (مسلم أيضا في كتابه المعروفبصحيح مسلم) فهناك وردت روايات كثيرة فيحجّ التمتّع و أن هذا الحكم لم ينسخ و هوباق إلى يوم القيامة. و الكثير من فقهاءأهل السنّة أيضا ذهبوا إلى أنّ أفضل أنواعالحجّ هو حجّ التمتع بالرّغم من أنّهمأجازوا إلى جانبه حجّ القران و الإفراد(بذلك المعنى الّذي تقدّم آنفا منالفقهاء).
و لكنّ هناك حديث معروف نقل عن عمر بنالخطاب حيث قال (متعتان كانتا على عهد رسولاللّه و أنا أنهى عنهما و يعاقب عليهمامتعة النساء و متعة الحجّ).
يقول «الفخر الرازي» في ذيل الآية موردالبحث بعد نقل هذا الحديث عن عمر: إنّالمراد من متعة الحجّ هو أن يجمع بينالإحرامين (إحرام الحجّ و إحرام