آخر رمق فيه. غير أنّ أحد عشر شخصا ممّنارتدّوا عن الإسلام معه بقوا مرتدّين «1».
في تفسير الدرّ المنثور و في تفاسير أخرى،سبب نزول للآيات المذكورة لا يختلف كثيراعمّا أوردناه.
كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماًكَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَ شَهِدُواأَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جاءَهُمُالْبَيِّناتُ.
فالآية تقول: إنّ اللّه لا يعين أمثالهؤلاء الأشخاص على الاهتداء، لماذا؟
لأن هؤلاء قد عرفوا النبيّ بدلائل واضحة وقبلوا رسالته، فبعدولهم عن الإسلامأصبحوا من الظالمين و الشخص الذي يظلم عنعلم و اطلاع مسبق غير لائق للهدايةالإلهيّة: وَ اللَّهُ لا يَهْدِيالْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.
المراد من «البينات» في هذه الآية القرآنالكريم و سائر معاجز النبي الأكرم صلّىالله عليه وآله وسلّم، و المراد من«الظالم» هو من يظلم نفسه بالمرتبةالأولى. و يرتد عن الإسلام و في المرتبةالثانية يكون سببا في إضلال الآخرين. ثمّتضيف الآية:
أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْلَعْنَةَ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.
عقاب أمثال هؤلاء الأشخاص الذين يعدلونعن الحقّ بعد معرفتهم له، كما هو مبيّن فيالآية، أن تلعنهم الملائكة و أن يلعنهمالناس.
1- مجمع البيان: ج 1 و 2 ص 471.