امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 577
نمايش فراداده

آخر رمق فيه. غير أنّ أحد عشر شخصا ممّنارتدّوا عن الإسلام معه بقوا مرتدّين «1».

في تفسير الدرّ المنثور و في تفاسير أخرى،سبب نزول للآيات المذكورة لا يختلف كثيراعمّا أوردناه.

التّفسير

كان الكلام في الآيات السابقة عن أن الدينالوحيد المقبول عند اللّه هو الإسلام، وفي هذه الآيات يدور الحديث حول من قبلواالإسلام ثمّ رفضوه و تركوه، و يسمى مثل هذاالشخص «مرتد» تقول الآية

كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْماًكَفَرُوا بَعْدَ إِيمانِهِمْ وَ شَهِدُواأَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَ جاءَهُمُالْبَيِّناتُ.

فالآية تقول: إنّ اللّه لا يعين أمثالهؤلاء الأشخاص على الاهتداء، لماذا؟

لأن هؤلاء قد عرفوا النبيّ بدلائل واضحة وقبلوا رسالته، فبعدولهم عن الإسلامأصبحوا من الظالمين و الشخص الذي يظلم عنعلم و اطلاع مسبق غير لائق للهدايةالإلهيّة: وَ اللَّهُ لا يَهْدِيالْقَوْمَ الظَّالِمِينَ.

المراد من «البينات» في هذه الآية القرآنالكريم و سائر معاجز النبي الأكرم صلّىالله عليه وآله وسلّم، و المراد من«الظالم» هو من يظلم نفسه بالمرتبةالأولى. و يرتد عن الإسلام و في المرتبةالثانية يكون سببا في إضلال الآخرين. ثمّتضيف الآية:

أُولئِكَ جَزاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْلَعْنَةَ اللَّهِ وَ الْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ.

عقاب أمثال هؤلاء الأشخاص الذين يعدلونعن الحقّ بعد معرفتهم له، كما هو مبيّن فيالآية، أن تلعنهم الملائكة و أن يلعنهمالناس.

1- مجمع البيان: ج 1 و 2 ص 471.