امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 603
نمايش فراداده

ثمّ إنه يستفاد من هذه الآية أن هذاالقانون- مثل بقية القوانين الإسلامية- لايختصّ بالمسلمين، فعلى الجميع أن يقوموابفريضة الحجّ مسلمين و غير مسلمين، و تؤيدذلك القاعدة المعروفة: «الكفّار مكلفونبالفروع كما أنهم مكلفون بالأصول». و إنكانت صحّة هذه المناسك و أمثالها منالعبادات مشروطة بقبولهم للإسلام واعتناقهم إياه، ثمّ أدائها بعد ذلك، و لكنلا بدّ أن يعلم بأن عدم قبولهم للإسلام لايسقط عنهم التكليف، و لا يحررهم من هذهالمسؤولية.

و ما قلناه في هذه الآية في هذا المجال جارفي أمثالها أيضا.

هذا و قد بحثنا باسهاب حول أهمية الحجّ وفلسفته و آثاره الفردية و الاجتماعية عندالحديث عن الآيات 196 إلى 203 من سورة البقرة.

أهمية الحجّ‏

و للتأكيد على أهمية الحجّ قال سبحانه فيذيل الآية الحاضرة وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّاللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ أي أنالذين يتجاهلون هذا النداء، و يتنكرونلهذه الفريضة، و يخالفونها لا يضرون بذلكإلّا أنفسهم لأن اللّه غني عن العالمين،فلا يصيبه شي‏ء بسبب اعراضهم و نكرانهم وتركهم لهذه الفريضة.

إن لفظة «كفر» تعني في الأصل الستر والإخفاء و أما في المصطلح الديني فتعطيمعنى أوسع، فهي تعني كلّ مخالفة للحقّ و كلجحد و عصيان سواء في الأصول و الإعتقاد، أوفي الفروع و العمل، فلا تدلّ كثرةاستعمالها في الجحود الاعتقادي علىانحصار معناه في ذلك، و لهذا استعملت في«ترك الحجّ».

و لذلك فسّر الكفر في هذه الآية عن الإمامالصادق عليه السّلام بترك الحجّ «1».

و بعبارة اخرى أن للكفر و الابتعاد عنالحق- تماما مثل الإيمان و التقرب إلى‏

1- التهذيب بناء على نقل تفسير الصافي فيذيل هذه الآية.