امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل

ناصر مکارم شیرازی

جلد 2 -صفحه : 780/ 757
نمايش فراداده

إن لهذا الأسلوب- الذي لا بدّ أن نسميهبالأسلوب التربوي غير المباشر- أثرا بالغافي تحقيق الأهداف المرجوة من البرامجالتربوية و تأثيرها فيمن يراد توجيههم وتربيتهم، و ذلك لأن الإنسان- في الأغلب-يهتم أكثر بما توصل إليه بنفسه من النتائجو الأفكار و الآراء و ما انتهى إليه بفكرهمن التفاسير و التحاليل في القضاياالمختلفة، فإذا طرحت عليه قضية بصورةقطعية و صبغة جازمة، قاومها أحيانا، ولعله ينظر إليها كما ينظر إلى أية فكرةغريبة.

و لكن عند ما يطرح عليه الأمر في صورةالتساؤل الذين يطلب منه الجواب عليه حسبقناعته الشخصية ثمّ يسمع ذلك الجواب منأعماق ضميره و فؤاده، فإنه لا يسعه حينئذأن يقاوم هذا الجواب و يعاديه، بل ينظرإليه نظر العارف به، و لن تعود لديه- حينئذ-تلك الفكرة الغريبة البعيدة، بل تكونالفكرة القريبة إلى قلبه، المأنوسة إلىفؤاده.

إن هذا الأسلوب من التوجيه و الإرشاد مؤثرغاية لتأثير خاصة مع المعاندين، و كذاالأطفال و الناشئين.

و لقد استفاد القرآن الكريم من هذاالأسلوب التربوي الرائع المؤثر في مواضععديدة نذكر منها بعض النماذج:

1- هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَوَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ «1».

2- قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى‏ وَالْبَصِيرُ أَ فَلا تَتَفَكَّرُونَ «2».

3- قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى‏ وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِيالظُّلُماتُ وَ النُّورُ «3».

1- الزمر: 9.

2- الأنعام: 50.

3- الرعد: 16.